لم يُخلَق مثلها في البلاد
شعر عمر ابو غريبة
كأنني ثمِلٌ أو عَلّه حُلُمُ= أجنّةٌ هذه أم أنها إرَمُ
في خفقةِ الطرفِ كانت ثَمَّ ماثلةً= كذّبتُ عينيْ وفكري قامَ يتّهمُ
أنجمةٌ من فضاءِ الكونِ قادمةٌ= حطّتْ على الأرضِ فالأنوارُ تزدحمُ
أم قُبةٌ من صَنَاعِ الجنِّ مبدعُها= تفيض سحراً على الأركانِ يرتسمُ
وأُزلِفتْ لي بأبوابٍ مشرَّعةٍ= تقودني ولساني الدهشُ ملتَجَمُ
مرصوفةٌ بلُجينِ الصخرِ سِكّتُها= ما أثّرتْ في مجالي متنِها قَدمُ
أطوف بين قبابٍ للسماءِ سَمتْ= تُصغي لهمسٍ إذا باحتْ به النُّجُمُ
تشامختْ فوق غيمٍ جاء يكلؤُها= وما رقتْ مُرتقاها العينُ والديَمُ
ففي السماءِ لها حضنٌ ومضطجعٌ= ومِن ملائكةِ الرحمنِ مُلتَزَمُ
دَلفتُ والقلبُ مني راقصٌ طرباً= يكاد يُسمَع من تحنانِه نغمُ
يسوقني الطِيبُ نثراً في شوارِعِها= أنى مشيتُ تضُوعُ الأرضُ والنسَمُ
كل المدائنِ في أمجادِها مَثُلتْ= أغناكَ عمّا سواها المِثْلُ والكَرَمُ
لها من السهلِ والأعلامِ مكتنَفٌ= وكم تنازع فيها السهلُ والعَلمُ
أمامك النورُ فاروِ العينَ من ظمأٍ= فالسحرُ فاضتْ به الوديانُ والقممُ
مدينة عُمِّرت دهراً وما اختضبتْ= حسناءُ ما طالها شيبٌ ولا هرَمُ
وما رأت حسنَها عينٌ ولا خطرتْ= على فؤادِ امرئٍ أرخى له الحلمُ
يطول فكرُ يراعي عند ضفتِها= وما جرى بعدُ في أمواجِها قلمُ
حتى دعتني إليها قبةٌ لمعتْ= كخاطرٍ بارعٍ في الذهنِ يرتسمُ
أهذه الشمسُ يومَ الحشرِ قد نَزلتْ= تُجيبُني لا وتُومي الشمسُ بل نعمُ
ومسجدٌ شدّني أقصاهُ مقترباً= كأنما أناْ في محرابِهِ صَنَمُ
مُسمَّرٌ فيه شُلّت كلُّ جارِحـةٍ= إلا عيوناً بفيضِ الدمعِ تنسجمُ
أكِبُّ فوق الثرى الحنّاءِ ملتثِماً= فيغتديهِ خضاباً دامعٌ وفمُ
قدساهُ هذا أنا أسريتُ نحوَكِ مِن= شوقٍ مُلِحٍّ كموجِ البحرِ يلتطمُ
ما أطفأتْ نارَه أرضٌ سواكِ ولا= خَبَتْ بنَوءِ سنينِ المُنتأى حِمَمُ
بِنّا بجرحٍ مدى الأيامِ مُرتعفٍ= وكلُّ جرحٍ خلا جنبيكِ ملتئمُ
وكم نشَدْنا لنزفِ القلبِ راقيةً= وليس يرقؤُ إلا إنْ سلاكِ دمُ
هيهات يا قبلتي الأولى ومنعرَجي= وثالثاً أخواهُ الروضُ والحرمُ
يمامةَ الروحِ هل للروحِ من عِوضٍ= إنْ رفّ في أفقِها الغربانُ والرَّخمُ
وشمعدانٌ كوَهْنِ العنكبوتِ رمى= بظلِّهِ فهو في أركانِها قزمُ
يزجّه الحقُّ تحت الشمسِ منحسراً= وكلُّ باغٍ أمام الحقِّ منهزمُ
منفِّرٌ قبحُه في مُجتلىً حَسَنٍ= كلطخةِ الوحلِ مسّت دَرنَها القدمُ
كأنه حيّةٌ تسعى بألفِ فمٍ= تنسلُّ في جنَّتي ليلاً وتقتحمُ
قد أنكرتْ رسمَه الملتاثَ قبتُها= وكذّبتْ عهدَه الباليْ هنا الرُّسُمُ
فجّ دخيلٌ على التاريخِ مقتحمُ= وكلّ غازٍ رحابَ الطهرِ مصطَلَمُ
تسرْطنتْ شَأفةٌ في جنبِها ورَبَتْ= ودُمّلٌ خارجٌ أغرى به الورمُ
وحسبُه مِخرزٌ أو كَيّةٌ بلظىً= حتى يمجَّ صديداً غَذّهُ الوخَمُ
ألقي قميصَكِ قدساه على رمَدي= كي يُسفرَ االحزنُ في الأحداقِ والعتَمُ
وبلِّلي بنداكِ الغضِّ أوردتي= حتى يدورَ بصحراءِ العروقِ دمُ
أغارُ من ميتٍ واراهُ فيكِ ثرىً= وأغبطُ الحيَّ رغمَ القهرِ يبتسمُ
يا ليتني شجرٌ في القدسِ أو حجرٌ= فحسبُني من ثراها القربُ والذممُ
ذاتَ القبابِ أيسخو الدهرُ ثانيةً= ويجتليكِ شغوفٌ بالسنا نهِمُ
رأيتُها مرةً واحسرتاهُ إذا= ضنّتْ عليّ بثاني مرَّةٍ إرَمُ.
أخي عمر أبو غريبة
تحية الصبح
نسيت نفسي وأنا أعب من هذه الجولة البلاغية
حتى ظننت أنني في الخوالي من الأزمان حيث
الشعر يتربع قمم التعبير
ولكنها القدس لا نفيها مهما قلنا
ولكنني ساءلت نفسي :
ضنّـتْ علـيّ بثانـي مـرَّةٍ إرَمُ
أخي عمر أبو غريبة
تحية الصبح
نسيت نفسي وأنا أعب من هذه الجولة البلاغية
حتى ظننت أنني في الخوالي من الأزمان حيث
الشعر يتربع قمم التعبير
ولكنها القدس لا نفيها مهما قلنا
ولكنني ساءلت نفسي :
ضنّـتْ علـيّ بثانـي مـرَّةٍ إرَمُ
هل يجوز استخدام العدد إثنين قبل المعدود ؟
مع المودة
رمزت
صباحك خير شاعرنا الكريم رمزت
أشكرك يا سيدي على مرورك الصباحي الندي
وقراءتك المتذوقة.
بالنسبة للعدد فكما تلاحظ لم أستخدم اثنين بل ثاني
وهوعدد وصفي على وزن اسم الفاعل ويجوز إضافته
للمعدود ومثاله قوله تعالى(ثاني اثنين إذ هما في الغار)
مودتي وعرفاني
أستاذي
يا ليتني شجرٌ في القدسِ أو حجرٌ= فحسبُني من ثراها القربُ والذممُ
لأول مرة أجد نون الوقاية تدخل على الأسماء ولعل السبب قلة اطلاعي
تحياتي ومودتي
الأستاذ الشاعر المعله
أشكركم يا سيدي على كرم مصافحتكم الأولى
وعبق ثنائكم.
أما نون الوقاية فهي تدخل على الأفعال والأحرف وأسماء الأفعال
وبعض الأسماء مثل قد وقط وهما اسمان مرادفان لحسب فنقول:
قدني درهمٌ بمعنى حسبي درهم فقد مبتدأ (أي أنها اسم) ودرهم خبر
وهذا ما سوغ لي استعمالها مع حسب فهما بنفس المعنى وربما لهذا
لم يستثقلها لساني.
أما وقد استثقلها أستاذي فلي مندوحة عنها ب:حسبي أنا
مودتي وعرفاني
أستاذي
آخر تعديل عمر ابو غريبة يوم 05-19-2011 في 07:35 PM.
قصيدة من عيون الشعر أخي الشاعر عمر أبو غريبة
تجمعت فيها كل أدوات الشعر الحقيقية لغة فذة ودقة معنى وبراعة
أسلوب وجودة وصف تثبت مع إعجابي الكبير
وخالص مودتي وتقديري
قصيدة من عيون الشعر أخي الشاعر عمر أبو غريبة
تجمعت فيها كل أدوات الشعر الحقيقية لغة فذة ودقة معنى وبراعة
أسلوب وجودة وصف تثبت مع إعجابي الكبير
وخالص مودتي وتقديري
الصديق والشاعر الشقاقي الكبير
لا أنسى يا سيدي فضلك علي في هذه القصيدة
عندما نبهتني بأدبك الراقي وخلقك الكريم إلى جنح
كان فيها.معلومة لا تقدر بثمن أشكرك عليها ما حييت
كما أشكرك الآن على تفضلك علي بقراءتك الرفيعة
وتثبيتك الذي أعتز به
محبتي التي تنبغي لمثلك
أستاذي
رسمت من الحروف لوحة بديعة وأتقنت اختيار الألوان والمشاهد
فجاءت المعاني عميقة .. والصور منوعة ومتواترة .. والألفاظ ذات دلالة
وقد تجانس الإيقاع مع الأبيات فانسابت الكلمات للروح ..
وخاصة أن الموضوع يخص القدس الغالية على القلب .. فبكت الحروف
شوقا لها .. و تسابقت الكلمات لرسم جمالها ومكانتها وبهائها ..
في انتظار نصر ولقاء ..
تقبل مني خالص التقدير ولقلمك الباذخ كل التألق
رسمت من الحروف لوحة بديعة وأتقنت اختيار الألوان والمشاهد
فجاءت المعاني عميقة .. والصور منوعة ومتواترة .. والألفاظ ذات دلالة
وقد تجانس الإيقاع مع الأبيات فانسابت الكلمات للروح ..
وخاصة أن الموضوع يخص القدس الغالية على القلب .. فبكت الحروف
شوقا لها .. و تسابقت الكلمات لرسم جمالها ومكانتها وبهائها ..
في انتظار نصر ولقاء ..
تقبل مني خالص التقدير ولقلمك الباذخ كل التألق
الأخ الشاعر خالد.. أظنني علّقت عليها بالإعجاب، قبل يومين لكنّي ربّما سهوت عن إثبانه وإثباتها! أبدعت في التصوير والتصويب؛ تصوير المشهد، وتصويب العادات والأخلاق.. مع تحياتي وتقديري