ألم دورٌ بشـــامٍ خلــتْ مــــن خفقـــــةِ النَّســـمِ ================بـــــاتت تـئنُّ اغـبـــــراراً غـــلَّ بـالرُّســمِ * أشــــلاءَ أنــسٍ زهــــــا الغضـــراءَ منبِتـهُ ================حبــــاهُ دهــــرٌ وديـــــــــــعٌ غيــرُ مُتَّهـــمِ * قـد أمهلــــتْ نِقمةُ الهـــدَّامِ معْــــــرسَــــــهُ ================حتى غزاهُ بسـيــلٍ مـــــن جــــوًى عَـــرمِ * فـاقـتـصَّ مــن بهجةِ الأيَّـــــــامِ مهـــــربَهـا ================بـؤسَ الـزَّمانِ وكـــــالَ العمـرَ بـــالسَّقــــمِ * واستنفـرَ الحزنَ بحـراً هـــــــاجَ منتقمـــــاً ================أردى المُنــى وابتلــــى الآمـــالَ بـــالعدمِ * لمَّـا أتيــتُ علــى ذكـــرِ الهمــــومِ هـــوتْ ================أركـانُ صبـــري وغالـــى بالأذى ألمــــي * عـــوَّدتُ عينــــاً تسُــــحُّ الـدَّمــعَ يـرقــــؤهُ ================نضـوبُ دمعـــي، فراحــتْ تستهــــلُّ دمي * مكلومةَ الجَفــنِ إن كــــادتْ تصيـــحُ أسـًى ================لـولا عيــــاءٌ أصــــــابَ الطـــرفَ بالبَكــمِ * هــــــل راحــةً تستغيـثُ الـرُّوحُ زفرتَهــــا ================آلــت لإخمــادِ نيــــراني ومُحتَــــدمــــي؟ * أم ليسَ ذرفُ الـدُّموعِ استهللتْ طلـــــــلاً ================إلا كــإحيــاءِ ميـتٍ مـــن سفـــى الرِّمـــمِ! * نـاديتُ أشبــــاحَ من كـــانــوا هنــا فهَمت ================أطيافهـم تكنِـــزُ الأتــــراحَ فـــي وجَمــي * لاحـــتْ على غـربـــةٍ للشمسِ تصحبُهـــا ================عيــنُ الرَّحيـــلِ بـدمـــعٍ فــــاضَ كــالدِّيمِ * تستودعُ الأفـــقَ هــــولَ الــدُّهمِ تقـضِمـهُ ================تُرديــــهِ منــــدثر الأنـــوارِ فـي شَــبَـــمِ * قـد طــأطــأ الــــرَّأسَ بـالإذعـانِ مرَّغـــهُ ================يجـرُّ أشـــلاءهُ الـحمــــراءَ بــــالـخُــــزُمِ * ثــــاوٍ بُعيـــدَ انهيـــارِ الــشمسِ تمـزِقــــهُ ================أنيــابُ ليـــــــلٍ شريـــهٍ للأســـــى نَهـــمِ * مــاجـــــتْ لمَقدمـــــــهِ الأفـــلاكُ تسألـــهُ ================كـــفَّ الهمــومِ التي تلتــــظُّ كـــالحمـــــمِ * لو أسمعَ الصـــوتُ قلـبَ الصَّخرِ أسمعَـــهُ ================لا ريبَ مَــن كمَّـــمَ الآذانَ بــالــصَّـمـــــمِ * أرخــى سرابيـــــلَ بــؤسٍ كـــدَّها حُلَكـــاً ================حتَّـى ظننــتُ المـــدى عُــرِّي مــن النُّجُمِ * مستوحشَ القلـــبِ والأوهـــامُ تحــرفنــي ================أسترهبُ الدَّربَ خبطاً في الحياةِ عَمِـــــي * قد ألهبَ الوجـــدُ روحَ الحـــرفِ أحسبــهُ ================أضغــاثَ ليـــلٍ شكـــا من زَعفـــةِ الـدُّهمِ * مـا فاضَ همسٌ خــــلا من نـــزفهِ وطــنٌ ================سالـــت لــهِ الــزَّهرُ عطراً فاحَ من كلمي * مــــاضيــهِ مجــدٌ عــريقٌ بــاعــهُ مـــددٌ ================دانــت لــهُ قاصيـــاتُ الأرضِ والأمــــمِ * يا ســــاكنــاً دارَ عـــربٍ مالهـــــا وهنتْ ================مــن بعــــدِ عـــــزٍّ بـرَتهـــا رِبقةُ العجـمِ * كــالشـــاةِ تسترحــــمُ الجَـــزارَ يسلخهـــا ================هـــــوناً بــأنصــــالِ حقـــدٍ صــادئٍ ثَلـمِ * أوغـادهـــــا قيَّــــدوا الأعـنـــاقَ تلمحهـم ================أورادَ ذلٍّ خبــــــــيءٍ عبْـــــأةَ السَّــلــــمِ * رانـــوا علــى زُخــرفٍ يغترُّهــم كلَـــبٌ ================عــضَّـاً بنــاجــذةِ الآمـــــالِ كـالبُهُـــــــمِ * قد وطَّنوا الخُبثَ في الأعماقِ يمتحُهـــــم ================طــــولُ البقـــــاءِ امتهانــاً صَنعـةَ الخـدمِ * راؤونَ كيــــفَ الغُـــــزاةُ استنفروا هِمماً ================تــدنيـسَ ما قـــدَّسَ الإســـــلامُ بـالـقــدمِ * راضونَ مـــا اهتـــزَّ فيهــم نابضٌ شـرفاً ================لا عُجـــــبَ والقلبُ منهــم مــاتَ بالورمِ * لا يُـدرَكُ المجـــدُ إلا بـامتطـــــاءِ مُتـــو ================نِ الـصَّعبةِ القَودِ إلا المــوتَ لـــم تَــرُمِ * سكــــبِ الدِّماءِ التي فــي سيلهــــا هلـعٌ ================يجتثُّ أرجاسَ من نـــاموا على الوخـــمِ * للعــــربِ من مكــرماتِ العزِّ طائفــــــةٌ ================هـامـــاتهـــا فخرُ أهلِ الأرضِ كلِّهـــــمِ * أقـــــوامُ ربٍّ جـليــلٍ جنــــدهُ معهـــــم ================هـــم فتنةُ الكــــونِ والمنجــــا لمعتصمِ * باعوا غرور الدُّنـــى بــالقيـــظِ من ألمٍ ================ما حدَّهــــم كلْـمُ جـــرحٍ في جسومِهــمِ * إن ما اعترى أرضَهـم بأسٌ لمغتصــبٍ ================مـا اثَّاقلوا بل أماطوا البـــأسَ بالهمـــمِ * يسَّــــابقونَ ركوبَ المــــوتِ تحسبهــم ================عطشى كطَلاَّبِ نهلٍ في القفـــارِ ظمي * أكرم بهم وارتشف من نورهــــــم ألقاً ================هم بابُ جودٍ بسامي المجـــــدِ محتــدمِ * آليتُ أستنطـــقُ العليــــاءَ أذكـــــرهـم ================لا الحرفُ ما بُحتُ دانــاهم ولا قلمــي * أستـــودعُ الله أراوحـــاً بهـــم سكنـت ================سُــكنى السَّخاءِ ببيتِ الجودِ والكــــرمِ *البحر البسيط