هنا...لا يسعني إلا أن أهتف بكل جوارحي وأدعو من جديد أعضاء لجنتنا الكرام
وكل من سيمرّ من هنا :
فلنقتفي أثر الوطن والحبيب الغائب ..ولنتقاطر هناك حيث تقاطرت
كونوا معنا
الدكتورة غادة زميلة عزيزة
هي قاصة وعضوة من أعضاء النبع
شرفتني بحروفها
الغالية أمل
لدعوتك نسمه من عطر الوطن
تسعد قلبي وتريد روحي
محبتي
أطل من العلياء نجم من الأمل = ففاضت ينابيع بحلم ولم تزل
تروح وتغدو كالعبير مضوعا = فعنها وعن فوح القصيدة لاتسل
تمر كأبيات من الشعر ضمخت = بنور تهادى في الخضم وفي الجبل
وتصحو على إيقاع فجر معطر = فراشة حقل لا تكل ولا تمل
توهج في الآفاق نور قصيدة = تقاطر منها المسك والخمر والعسل
فنحن أمام الحسن طوع وليمة = إلى نبعها تهفو المشاعر والمقل
أطل الجمال الفذ مثل خرافة = نصدقها فهي الحقيقة بل أجل
أيا أمل الحداد دمت رسولة = لشدو الندى عند الصباح إذا هدل
فأنت هنا في النبع بنت عواطف = وكلتاكما خير وكلتاكما أمل
تموجان نورا في دياجي زماننا = ترفان في نبع العواطف كالحجل
أطل من العلياء نجم من الأمل = ففاضت ينابيع بحلم ولم تزل
تروح وتغدو كالعبير مضوعا = فعنها وعن فوح القصيدة لاتسل
تمر كأبيات من الشعر ضمخت = بنور تهادى في الخضم وفي الجبل
وتصحو على إيقاع فجر معطر = فراشة حقل لا تكل ولا تمل
توهج في الآفاق نور قصيدة = تقاطر منها المسك والخمر والعسل
فنحن أمام الحسن طوع وليمة = إلى نبعها تهفو المشاعر والمقل
أطل الجمال الفذ مثل خرافة = نصدقها فهي الحقيقة بل أجل
أيا أمل الحداد دمت رسولة = لشدو الندى عند الصباح إذا هدل
فأنت هنا في النبع بنت عواطف = وكلتاكما خير وكلتاكما أمل
تموجان نورا في دياجي زماننا = ترفان في نبع العواطف كالحجل
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 12-12-2012 في 10:32 AM.
أطل من العلياء نجم من الأمل = ففاضت ينابيع بحلم ولم تزل
تروح وتغدو كالعبير مضوعا = فعنها وعن فوح القصيدة لاتسل
تمر كأبيات من الشعر ضمخت = بنور تهادى في الخضم وفي الجبل
وتصحو على إيقاع فجر معطر = فراشة حقل لا تكل ولا تمل
توهج في الآفاق نور قصيدة = تقاطر منها المسك والخمر والعسل
فنحن أمام الحسن طوع وليمة = إلى نبعها تهفو المشاعر والمقل
أطل الجمال الفذ مثل خرافة = نصدقها فهي الحقيقة بل أجل
أيا أمل الحداد دمت رسولة = لشدو الندى عند الصباح إذا هدل
فأنت هنا في النبع بنت عواطف = وكلتاكما خير وكلتاكما أمل
تموجان نورا في دياجي زماننا = ترفان في نبع العواطف كالحجل
للغالية أمل كل الحب
ولحضرتك الشكر والتقدير وأن تعطر المتصفح بزهورك الجميلة
جعل الله الأمل رفيق أيامك
أمل نعمَّ البنت
دمت بخير
تحياتي
قراءة نقدية لنص(أتقاطر منك ) للشاعرة العراقية عواطف عبد اللطيف
أتقاطر منك
تُرْبكني الأيام
تصلبني المساءات على بوابتك في فوضى مبلّلة بأنفاسك وفضاءٍ يضيق بأنفاسي أرمِّمُ ما تبقى مني لأبحث عن أشلاء أفكاري في دهاليز الغربة وعن حلمٍ يسكنُ حدودَ الشمس يستريحُ من عنائي عبثاَ أحاول أن أمنع دمعتي ,, عبثاَ أحاول أن أخفي وجعي ,, خمائلُ ذاكرتي أصابتها الرعشة أقدَاح المساء لونها يحتلُّ شفاه الصبرالممتلئة بعناقيد الحنين تَرْسمني حكايةً على جذع نخلةٍ نَخَرَتْهاالأرضةُ ؛ وأنا أنتظرُ على روافدِ أنهارك تكتبني الغيمات انشودةَ شوقٍ فيقفار العطشِ ، تهطل باللهفة على أرضك أسمع وقْعَ حضوركَ فى عمقِ روحي همْسُكَيُرْبِكُ رجفة أناملي فيتسربل الوجع منها بِيُسْرٍ يُهشِّم صراخه جمجمةالسكون ؛ الدم الذي في عروقي لا يشبه غيرك وقارعة المشاعر تختمها صكوكٌ معتقةٌ بشمعِ الوفاء متى تعود ؟!!!!! لأعتصر دمعَ الحبرِ على ضِفافِكَ أصارع موجَ البحر أقتحم أسوارَك أتناثر بين مساماتك !!!! أختبيء فيك أغرق في بحور عيونك لأرتشف جرعة عشق أطفيء بها غائلة ظمأي وأنت تُهَدْهِدُ نبضات الآه الساكنة في عروقي وهي تتسربلُ في شرايينك أرى صورتي داخلك,,, تتعرّق أرضي فتشتعلُ رغبة العشبِ لإحتضانك وقبل أن يأخذني دفء الشمس ويلفح حريقُه وجهي وتصيبني الحمى دعني أتقاطر منك على سجادة الحلم وأغفو بصمتٍ على دفءترابك \ 28\2\2012
عواطف عبداللطيف
حين يكون الصوت الداخلي هو الدالة الموحية بمعنى الفقد تتحول كل المسميات في الحياة حولنا الى رموز موحية الى الاسم الذي فقدناه . وتصبح كل المسميات بكافة حركتها ما هي إلا التأكيد على هذا الفقد , يبقى التناظر ما بين مسميات الذات الداخلية ومسميات الخارجية , لأن مسيرة الحياة تكونت عبر التمازج الحي لرموزها مع من كان لنا رمز للإنسان الذي كان يشكل إلينا الرمز الأوسع في الحياة وعند فقد هذا الرمز تتحول علامات الفقد الى إرهاصات ذاتية لا توحي إلا بخسارة العمر بفقده , وهنا نجد أن الشاعرة عواطف عبد اللطيف في نصها هذا (أتقاطر منك ) والذي تؤكد فيه على أن عنصر الحياة الداخلية والحياة الخارجية ما هي إلا أشارة لعلامات هذا الفقد والذي يسبب الإرباك والانكسار في ذاتها , لأن الوعي الذهني المتجذر داخلها ما هو إلا صورة اللاوعي التي تكون من خلال الحياة التي أعاشتها مع ذلك الإنسان وبهذا تكون الحياة بعده ما هي إلا معاناة الفقد ما يسبب لها من الوجع المستمر الذي يغطي على ماهية الحياة حولها لأنها تشعر أنها لا يمكن أن تستعيد حياتها أو تحقق الاستقرار فيها إلا من خلال هذا النزف المستمر والذي تحول الى شيء أو علامة من علامات روحها المتشظية داخلها ... (تُرْبكني الأيام /تصلبني المساءات /علىبوابتك /في فوضى مبلّلة بأنفاسك /وفضاءٍ يضيق بأنفاسي /أرمِّمُ ما تبقى مني/لأبحث عن أشلاء أفكاري في دهاليز الغربة /وعن حلمٍ يسكنُ حدودَ الشمس يستريحُمن عنائي /عبثاَ أحاول أن أمنع دمعتي ,,/ عبثاَ أحاول أن أخفي وجعي ,,/خمائلُ ذاكرتي أصابتها الرعشة /أقدَاح المساء لونها يحتلُّ شفاه الصبرالممتلئة / بعناقيد الحنين /تَرْسمني حكايةً على جذع نخلةٍ نَخَرَتْهاالأرضةُ ) نجد في هذه المقاطع ما يؤكد أن الزمن الذي يوحي بالحاضر حولها ما هو إلا الزمن الذي يحدد أبعاده الزمن الداخلي لها لأنه لم تعد تمتلك حاضرها إلا من خلال ذكرياتها مع ذلك الإنسان الذي فقدته ( الأيام , المساءات , بوابتك) فالزمن لديها أصبح يشير الى الماضي لا الى الأتي فهو البوابة لكل حاضرها الغائب في الماضي , فأصبحت لحظة الشعور بالمعنى بقدر ما هي لحظة شعورية لكنها مرتبطة بالماضي بكل تفاصيله لهذا يبقى المعنى هو صوت الداخل ونجد كل هذا في ( أنفاسك , أنفاسي , مني , الغربة , عنائي , دمعتي , وجعي , الرعشة , الممتلئة , الحنين ) ولهذا تتحول كل رموزها الى رموز خاصة داخل التفاعل الذاتي المنساق الى الخارج كحالة التعبير المنبثقة من الداخل والمتطابقة كليا مع ما يحرك الطاقة الشعورية الماضية(أرمِّمُ ما تبقى مني/لأبحث عن أشلاء أفكاري في دهاليز الغربة )، فالشاعرة ما عادت ترى الخارج إلا رحلة التطابق الموحي الى رمز الباطن كطاقة حية تعبر عن إحساسها الوجودي لراهن الحاضر بصورة الماضي , فأنفاسها مرتبطة بأنفاسه وفرحها وحزنها وغربتها دمعتها كلها رموز صوتيه لذاتها والمعبئة داخلها لزمن الفقد لهذا الإنسان , وطبعا هذه تأتي حسب انفعالها الشعري مع لحظة الحاضر والمنعكسة كتردد متواتر لماضيها .. (وأنا أنتظرُ على روافدِ أنهارك /تكتبني الغيمات انشودةَ شوقٍ فيقفار العطشِ ، /هطل باللهفة على أرضك /أسمع وقْعَ حضوركَ فى عمقِ روحي /همْسُكَيُرْبِكُ رجفة أناملي /فيتسربل الوجع منها بِيُسْرٍ /يُهشِّم صراخه جمجمةالسكون ؛ ) نجد هنا التماسك المتجذر بالإيحاء المعنوي المؤثر على حاضرها ( أنهارك , العطش أرضك , روحي , أناملي ) يشعر المتلقي أن هذا الترابط ترابط حي موحي ومسيطر بشكل كامل على كوامن النفس الداخلية لا تستطيع الشاعرة الأنفكاك منه والابتعاد عنه إلا بزيادة حالة التوتر لديها كفعل ارتباطي جوهري مع المعنى الماضي وما الحاضر إلا انفعال رمزي موحي له , لهذا تحولت الطاقة الشعورية عندها الى طاقة نفسية كيميائية التفاعل مع عناصر السابق كقناعة تعطي كامل المساحة الروحية لديها , فهي لا تعيش إلا مع ما لديها من ذكريات تكوينية مع الصور الشعورية الماضية , فلا حركة تشعر بها إلا الحركة داخل ذاكرتها وفق العلاقات الترابطية مع عنصر الشعور الداخلي , فكل شيء تحول حولها الى سكون صامت لا حركة فيه إلا ما ينبثق من الحركة التعبيرية مع ماضيها (فيتسربل الوجع منها بِيُسْرٍ /يُهشِّم صراخه جمجمةالسكون ؛ )فحاضرها ما هو إلا صرخة السكون حولها الى حنين الماضي ... (الدم الذي في عروقي لا يشبه غيرك /وقارعة المشاعر تختمها صكوكٌمعتقةٌ بشمعِ الوفاء/متى تعود ؟!!!!! /لأعتصر دمعَ الحبرِ علىضِفافِكَ /أصارع موجَ البحر/أقتحم أسوارَك /أتناثر بين مساماتك !!!!/أختبيء فيك /أغرق في بحور عيونك /لأرتشف جرعة عشق /أطفيء بها غائلةظمأي /وأنت تُهَدْهِدُ نبضات الآه الساكنة في عروقي وهي تتسربلُ فيشرايينك /أرى صورتي داخلك,,, /تتعرّق أرضي /فتشتعلُ رغبة العشبِلإحتضانك /وقبل أن يأخذني دفء الشمس ويلفح حريقُه وجهي وتصيبنيالحمى / دعني /أتقاطر منك/على سجادة الحلم /وأغفو بصمتٍ على دفءترابك ) يظهر الصوت الداخلي بكل قوة فلم تعد تحتمل الحاضر بعد أن أصبح رمزا موحيا كاملا الى من فقدته بكل اشكالاتها النفسية المنفلتة داخلها ضمن التكوين النفسي في الحاضر , فأصبحت (الأنا) ما هي إلا الدعوة بالحضور الى من فقدته بكاملها شخصيته الوجودية والحامل لكل إرهاصاتها اللاواعية والمنبثقة من وعها النفسي ضمن الانفعال الأشاري في ترميزها اللغوي والمترابط مع الحاضر الموحي الى زمن الفقد , والشاعرة هنا استطاعت أن تخلق لغة أشارية تعتمد على قدرتها التخيلية في باطن المعنى المتأتي من أعماقها المتراكمة ضمن ذاكرتها (لا يشبه غيرك / معتقةٌ بشمعِ الوفاء/متى تعود ؟!!!!! / علىضِفافِكَ / موجَ البحر/ أقتحم أسوارَك / أتناثر بين مساماتك !!!!/ أختبيء فيك /أغرق في بحور عيونك الحلم /وأغفو بصمتٍ على دفءترابك /لأرتشف جرعة عشق /أطفيء بها غائلةظمأي / وهي تتسربلُ فيشرايينك /أرى صورتي داخلك,,, /تتعرّق أرضي /فتشتعلُ رغبة العشبِلإحتضانك / دعني /أتقاطر منك/على سجادة ) و هذه هوانفعال أشاري بالدعوة للحضور من فقدته لكي تحقق الانفلات من الحاضر ورموزه موحية بالوجع , لأنها تشعر أن كل شيء أصبح بعده أفعال خارج أرادتها النفسية لعدم امتلاكها زمنه البعيد عنها , لهذا تدعوه أن يأتي كي تحقق كامل حضورها من خلاله لأنها لم تعد تملك القدرة على التفاعل مع الحاضر بغيابه الجبري , والشاعرة استطاعت أن تحافظ على الزمن الأشاري للفعل النفسي الموحي برمز الباطن لحالة اللاوعي والمحددة بلغة متماسكة موحية بكل ألأنفعال السيكولوجي برغم حالات الوجع التي تشعر به أنها أبعدت هذه اللغة عن الغوص في تركم الفعال الغير موحية بعمق ما تريد أن تشير إليه من خلال العودة الى زمن الفقد . والشاعر عبرت عن زمنها النفسي الداخلي وفي نفس الوقت أن أعطت لموجبات اللغة كل الإيحاءات التي تريد أن توصلها الى القارئ وبمساحات أنزياحية عالية الاستعارة أبعدت النص عن السقوط بالرمز الذاتي المنقطع من الإيحاء في عمق اللغة , فالشاعرة تنصت الى داخلها لكي تكتب لغتها كحاضر القادم من الزمن التراكمي داخل وعي الذاكرة من أجل أن تجعل الجملة الشعرية ضمن حيزها التصوري ومتعمدة على صورة الذهن الدلالي للزمن الماضي في امتداداته في حاضرها بالإيحاءات الانفعالية العاطفية بشعرية الصور
قراءة نقدية لنص(أتقاطر منك ) للشاعرة العراقية عواطف عبد اللطيف
أتقاطر منك
تُرْبكني الأيام
تصلبني المساءات
على بوابتك
في فوضى مبلّلة بأنفاسك
وفضاءٍ يضيق بأنفاسي
أرمِّمُ ما تبقى مني
لأبحث عن أشلاء أفكاري في دهاليز الغربة
وعن حلمٍ يسكنُ حدودَ الشمس يستريحُ من عنائي
عبثاَ أحاول أن أمنع دمعتي ,,
عبثاَ أحاول أن أخفي وجعي ,,
خمائلُ ذاكرتي أصابتها الرعشة
أقدَاح المساء لونها يحتلُّ شفاه الصبرالممتلئة بعناقيد الحنين
تَرْسمني حكايةً على جذع نخلةٍ نَخَرَتْهاالأرضةُ
؛
وأنا أنتظرُ على روافدِ أنهارك
تكتبني الغيمات انشودةَ شوقٍ فيقفار العطشِ ، تهطل باللهفة على أرضك
أسمع وقْعَ حضوركَ فى عمقِ روحي
همْسُكَيُرْبِكُ رجفة أناملي
فيتسربل الوجع منها بِيُسْرٍ
يُهشِّم صراخه جمجمةالسكون
؛
الدم الذي في عروقي لا يشبه غيرك
وقارعة المشاعر تختمها صكوكٌ معتقةٌ بشمعِ الوفاء
متى تعود ؟!!!!!
لأعتصر دمعَ الحبرِ على ضِفافِكَ
أصارع موجَ البحر
أقتحم أسوارَك
أتناثر بين مساماتك !!!!
أختبيء فيك
أغرق في بحور عيونك
لأرتشف جرعة عشق
أطفيء بها غائلة ظمأي
وأنت تُهَدْهِدُ نبضات الآه الساكنة في عروقي وهي تتسربلُ في شرايينك
أرى صورتي داخلك,,,
تتعرّق أرضي
فتشتعلُ رغبة العشبِ لإحتضانك
وقبل أن يأخذني دفء الشمس ويلفح حريقُه وجهي وتصيبني الحمى
دعني
أتقاطر منك
على سجادة الحلم
وأغفو بصمتٍ على دفءترابك
\
28\2\2012
عواطف عبداللطيف
حين يكون الصوت الداخلي هو الدالة الموحية بمعنى الفقد تتحول كل المسميات في الحياة حولنا الى رموز موحية الى الاسم الذي فقدناه . وتصبح كل المسميات بكافة حركتها ما هي إلا التأكيد على هذا الفقد , يبقى التناظر ما بين مسميات الذات الداخلية ومسميات الخارجية , لأن مسيرة الحياة تكونت عبر التمازج الحي لرموزها مع من كان لنا رمز للإنسان الذي كان يشكل إلينا الرمز الأوسع في الحياة وعند فقد هذا الرمز تتحول علامات الفقد الى إرهاصات ذاتية لا توحي إلا بخسارة العمر بفقده , وهنا نجد أن الشاعرة عواطف عبد اللطيف في نصها هذا (أتقاطر منك ) والذي تؤكد فيه على أن عنصر الحياة الداخلية والحياة الخارجية ما هي إلا أشارة لعلامات هذا الفقد والذي يسبب الإرباك والانكسار في ذاتها , لأن الوعي الذهني المتجذر داخلها ما هو إلا صورة اللاوعي التي تكون من خلال الحياة التي أعاشتها مع ذلك الإنسان وبهذا تكون الحياة بعده ما هي إلا معاناة الفقد ما يسبب لها من الوجع المستمر الذي يغطي على ماهية الحياة حولها لأنها تشعر أنها لا يمكن أن تستعيد حياتها أو تحقق الاستقرار فيها إلا من خلال هذا النزف المستمر والذي تحول الى شيء أو علامة من علامات روحها المتشظية داخلها ...
(تُرْبكني الأيام /تصلبني المساءات /علىبوابتك /في فوضى مبلّلة بأنفاسك /وفضاءٍ يضيق بأنفاسي /أرمِّمُ ما تبقى مني/لأبحث عن أشلاء أفكاري في دهاليز الغربة /وعن حلمٍ يسكنُ حدودَ الشمس يستريحُمن عنائي /عبثاَ أحاول أن أمنع دمعتي ,,/ عبثاَ أحاول أن أخفي وجعي ,,/خمائلُ ذاكرتي أصابتها الرعشة /أقدَاح المساء لونها يحتلُّ شفاه الصبرالممتلئة / بعناقيد الحنين /تَرْسمني حكايةً على جذع نخلةٍ نَخَرَتْهاالأرضةُ )
نجد في هذه المقاطع ما يؤكد أن الزمن الذي يوحي بالحاضر حولها ما هو إلا الزمن الذي يحدد أبعاده الزمن الداخلي لها لأنه لم تعد تمتلك حاضرها إلا من خلال ذكرياتها مع ذلك الإنسان الذي فقدته ( الأيام , المساءات , بوابتك) فالزمن لديها أصبح يشير الى الماضي لا الى الأتي فهو البوابة لكل حاضرها الغائب في الماضي , فأصبحت لحظة الشعور بالمعنى بقدر ما هي لحظة شعورية لكنها مرتبطة بالماضي بكل تفاصيله لهذا يبقى المعنى هو صوت الداخل ونجد كل هذا في ( أنفاسك , أنفاسي , مني , الغربة , عنائي , دمعتي , وجعي , الرعشة , الممتلئة , الحنين ) ولهذا تتحول كل رموزها الى رموز خاصة داخل التفاعل الذاتي المنساق الى الخارج كحالة التعبير المنبثقة من الداخل والمتطابقة كليا مع ما يحرك الطاقة الشعورية الماضية(أرمِّمُ ما تبقى مني/لأبحث عن أشلاء أفكاري في دهاليز الغربة )، فالشاعرة ما عادت ترى الخارج إلا رحلة التطابق الموحي الى رمز الباطن كطاقة حية تعبر عن إحساسها الوجودي لراهن الحاضر بصورة الماضي , فأنفاسها مرتبطة بأنفاسه وفرحها وحزنها وغربتها دمعتها كلها رموز صوتيه لذاتها والمعبئة داخلها لزمن الفقد لهذا الإنسان , وطبعا هذه تأتي حسب انفعالها الشعري مع لحظة الحاضر والمنعكسة كتردد متواتر لماضيها ..
(وأنا أنتظرُ على روافدِ أنهارك /تكتبني الغيمات انشودةَ شوقٍ فيقفار العطشِ ، /هطل باللهفة على أرضك /أسمع وقْعَ حضوركَ فى عمقِ روحي /همْسُكَيُرْبِكُ رجفة أناملي /فيتسربل الوجع منها بِيُسْرٍ /يُهشِّم صراخه جمجمةالسكون ؛ )
نجد هنا التماسك المتجذر بالإيحاء المعنوي المؤثر على حاضرها ( أنهارك , العطش أرضك , روحي , أناملي ) يشعر المتلقي أن هذا الترابط ترابط حي موحي ومسيطر بشكل كامل على كوامن النفس الداخلية لا تستطيع الشاعرة الأنفكاك منه والابتعاد عنه إلا بزيادة حالة التوتر لديها كفعل ارتباطي جوهري مع المعنى الماضي وما الحاضر إلا انفعال رمزي موحي له , لهذا تحولت الطاقة الشعورية عندها الى طاقة نفسية كيميائية التفاعل مع عناصر السابق كقناعة تعطي كامل المساحة الروحية لديها , فهي لا تعيش إلا مع ما لديها من ذكريات تكوينية مع الصور الشعورية الماضية , فلا حركة تشعر بها إلا الحركة داخل ذاكرتها وفق العلاقات الترابطية مع عنصر الشعور الداخلي , فكل شيء تحول حولها الى سكون صامت لا حركة فيه إلا ما ينبثق من الحركة التعبيرية مع ماضيها (فيتسربل الوجع منها بِيُسْرٍ /يُهشِّم صراخه جمجمةالسكون ؛ )فحاضرها ما هو إلا صرخة السكون حولها الى حنين الماضي ...
(الدم الذي في عروقي لا يشبه غيرك /وقارعة المشاعر تختمها صكوكٌمعتقةٌ بشمعِ الوفاء/متى تعود ؟!!!!! /لأعتصر دمعَ الحبرِ علىضِفافِكَ /أصارع موجَ البحر/أقتحم أسوارَك /أتناثر بين مساماتك !!!!/أختبيء فيك /أغرق في بحور عيونك /لأرتشف جرعة عشق /أطفيء بها غائلةظمأي /وأنت تُهَدْهِدُ نبضات الآه الساكنة في عروقي وهي تتسربلُ فيشرايينك /أرى صورتي داخلك,,, /تتعرّق أرضي /فتشتعلُ رغبة العشبِلإحتضانك /وقبل أن يأخذني دفء الشمس ويلفح حريقُه وجهي وتصيبنيالحمى / دعني /أتقاطر منك/على سجادة الحلم /وأغفو بصمتٍ على دفءترابك )
يظهر الصوت الداخلي بكل قوة فلم تعد تحتمل الحاضر بعد أن أصبح رمزا موحيا كاملا الى من فقدته بكل اشكالاتها النفسية المنفلتة داخلها ضمن التكوين النفسي في الحاضر , فأصبحت (الأنا) ما هي إلا الدعوة بالحضور الى من فقدته بكاملها شخصيته الوجودية والحامل لكل إرهاصاتها اللاواعية والمنبثقة من وعها النفسي ضمن الانفعال الأشاري في ترميزها اللغوي والمترابط مع الحاضر الموحي الى زمن الفقد , والشاعرة هنا استطاعت أن تخلق لغة أشارية تعتمد على قدرتها التخيلية في باطن المعنى المتأتي من أعماقها المتراكمة ضمن ذاكرتها (لا يشبه غيرك / معتقةٌ بشمعِ الوفاء/متى تعود ؟!!!!! / علىضِفافِكَ / موجَ البحر/ أقتحم أسوارَك / أتناثر بين مساماتك !!!!/ أختبيء فيك /أغرق في بحور عيونك الحلم /وأغفو بصمتٍ على دفءترابك /لأرتشف جرعة عشق /أطفيء بها غائلةظمأي / وهي تتسربلُ فيشرايينك /أرى صورتي داخلك,,, /تتعرّق أرضي /فتشتعلُ رغبة العشبِلإحتضانك / دعني /أتقاطر منك/على سجادة ) و هذه هوانفعال أشاري بالدعوة للحضور من فقدته لكي تحقق الانفلات من الحاضر ورموزه موحية بالوجع , لأنها تشعر أن كل شيء أصبح بعده أفعال خارج أرادتها النفسية لعدم امتلاكها زمنه البعيد عنها , لهذا تدعوه أن يأتي كي تحقق كامل حضورها من خلاله لأنها لم تعد تملك القدرة على التفاعل مع الحاضر بغيابه الجبري , والشاعرة استطاعت أن تحافظ على الزمن الأشاري للفعل النفسي الموحي برمز الباطن لحالة اللاوعي والمحددة بلغة متماسكة موحية بكل ألأنفعال السيكولوجي برغم حالات الوجع التي تشعر به أنها أبعدت هذه اللغة عن الغوص في تركم الفعال الغير موحية بعمق ما تريد أن تشير إليه من خلال العودة الى زمن الفقد . والشاعر عبرت عن زمنها النفسي الداخلي وفي نفس الوقت أن أعطت لموجبات اللغة كل الإيحاءات التي تريد أن توصلها الى القارئ وبمساحات أنزياحية عالية الاستعارة أبعدت النص عن السقوط بالرمز الذاتي المنقطع من الإيحاء في عمق اللغة , فالشاعرة تنصت الى داخلها لكي تكتب لغتها كحاضر القادم من الزمن التراكمي داخل وعي الذاكرة من أجل أن تجعل الجملة الشعرية ضمن حيزها التصوري ومتعمدة على صورة الذهن الدلالي للزمن الماضي في امتداداته في حاضرها بالإيحاءات الانفعالية العاطفية بشعرية الصور
عندما تكون الهوة سحيقة بيننا وبين الزمن نلوك الوحدة ونجتر الخيبة ونلوذ بنأفسنا معتصمين بحل القصيدة التي تأخذنا إلى أعلى عليين .. مع عبقر وأولمب والأطفال والمجانين والوقت الذي لا وقت له
الزمن بين مد وجزر يتمدد ويتقلص والمبدع محتاج إلى أكثر من حياة كي يتفرغ لكتاباته التي هي مبرر وجوده ... وليس الزمن العادي فقط هو حجر عثرة في الطريق فهناك الزمن النفسي حين يشعر المبدع بخواء الحياة من كل المعاني السامية فيصنع زمنه الخاص به ويعيشه كثيرا أو قليلا ... إن الغربة تستهلك الزمن والصحة معا لأنك تبتعد عن ضالتك المنشودة وتعيش جوا ليس بجوك وحياة ليست بحياتك..
لحظات التجلي هي تلك التي يفتح فيها الزمن مصراعيه أو ذراعيه ويدخلناإلى فسحات الروح اللامتناهية.. قد تتراكم المشاعر في اللاشعور حتى تنفجر وتصل إلى الشعور حينذاك لا بد من لحظة التجلي التي تباغتك وتأتي دونما موعد مسبق ...فالإبداع يناقض روتين الأشياء والحياة ..من هنا أعد الشاعر الحق كائنا لا زمنيا حالما وخياليا وبعيدا عن الواقع الزمني الذي لا يعترف به وبموهبته.. وبالتالي يكون على خصام مع هذه القشور ساعيا إلى جوهر الوجود من خلال القصيدة .
لا زمان للشاعر ..بل له شطحاته الفكرية والعاطفية التي بها يصنع زمنه الخاص ..الزمن الذي يديره كيفما شاء ..إلى الوراء أو إلى الأمام ..وربما هذا جزء من التحرر من قيد الزمن العادي الذي يتساوى فيه الإنسان مع الحيوان .. الإنسان المبدع خالق زمنه على الرغم من ضياع الكثير منه في خضم الحياة الروتينية التي تكبله ..وأنى للمبدع أن يقيد أو يروض .. إنه دائما خارج الزمان إلا زمانه الخاص به ..
أخي المبدع القدير عباس
قراءتك لنص سيدة النبع قراءة غنية من كل جوانبها وقد جذبتني فكرة علاقة الأزمنة المختلفة بالقصيدة والشاعرة التي تعيش طفولتها في بغداد الوطن وكهولتها في الغربة وأحلامها في زمنها النفسي الذي يتراكم كغيوم حبلى بماء الأمل..
أمل الوصول إلى وطن تعاقره صباح مساء
"واللي مضيع وطن وين الوطن يلكاه"
دمت في كنف الود والتقدير
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 12-19-2012 في 09:19 PM.
أخي العزيز جميل داري
شكرا على مرورك الرائع والعميق
(وربما هذا جزء من التحرر من قيد الزمن العادي الذي يتساوى فيه الإنسان مع الحيوان ) أنا هنا لا أتفق معك حول التحرر من الزمن العادي وتساوي الإنسان والحيوان ... والحقيقة هي أن هذه الحالة هي ما تميز الإنسان عن الحيوان لأن أختراق الزمن بكل الأبعاد دون الأرتكاز على زمن محدد , بل هو الأنتشار بكل أبعاد الزمن هو فقط ما يفعله الإنسان وطبعا يأتي هذا من خلال الخيال وحتمة الخيال هو الذاكرة المتنقلة بكافة أشكالها أو التفكير بالعقل الموصل الى كل الأزمان فالزمن هو مقياس الإنسان فقط ولا علاقة له بالحيوان لأن الحيوان يعتمد في مقياسة الحضوري على الوجود الأني لأنه لا يمتلك الفكر الذي يمد عقله بأبعاد البستمولوجية حول التنقل عبر الزمن الوجودي وبناء الرؤيا كمشهدية في تصوره الذهني لأن ذهنية الإنسان تمتد بأمتداد التاريخ الماضي أو الحضور المستقبلي وكما قالوا الفرق بين المؤرخ والشاعر أن المؤرخ يكتب ما كان والشاعر يكتب ما يكون أعتماد على أختراق التصور الوجودي في حضوره الأنساني , وهنا أكد أن الحيوان يعتمد على الذاكرة المادية في تركيبه الغرائزي .. لهذا لا أعتقد بكل هذا يتساوى مع الإنسان ذو النضج التاريخي في تطور الحضارات ... مع وافر محبتي وتقديري العميق
قراءة نقدية لنص(أتقاطر منك ) للشاعرة العراقية عواطف عبد اللطيف
أتقاطر منك
تُرْبكني الأيام
تصلبني المساءات على بوابتك في فوضى مبلّلة بأنفاسك وفضاءٍ يضيق بأنفاسي أرمِّمُ ما تبقى مني لأبحث عن أشلاء أفكاري في دهاليز الغربة وعن حلمٍ يسكنُ حدودَ الشمس يستريحُ من عنائي عبثاَ أحاول أن أمنع دمعتي ,, عبثاَ أحاول أن أخفي وجعي ,, خمائلُ ذاكرتي أصابتها الرعشة أقدَاح المساء لونها يحتلُّ شفاه الصبرالممتلئة بعناقيد الحنين تَرْسمني حكايةً على جذع نخلةٍ نَخَرَتْهاالأرضةُ ؛ وأنا أنتظرُ على روافدِ أنهارك تكتبني الغيمات انشودةَ شوقٍ فيقفار العطشِ ، تهطل باللهفة على أرضك أسمع وقْعَ حضوركَ فى عمقِ روحي همْسُكَيُرْبِكُ رجفة أناملي فيتسربل الوجع منها بِيُسْرٍ يُهشِّم صراخه جمجمةالسكون ؛ الدم الذي في عروقي لا يشبه غيرك وقارعة المشاعر تختمها صكوكٌ معتقةٌ بشمعِ الوفاء متى تعود ؟!!!!! لأعتصر دمعَ الحبرِ على ضِفافِكَ أصارع موجَ البحر أقتحم أسوارَك أتناثر بين مساماتك !!!! أختبيء فيك أغرق في بحور عيونك لأرتشف جرعة عشق أطفيء بها غائلة ظمأي وأنت تُهَدْهِدُ نبضات الآه الساكنة في عروقي وهي تتسربلُ في شرايينك أرى صورتي داخلك,,, تتعرّق أرضي فتشتعلُ رغبة العشبِ لإحتضانك وقبل أن يأخذني دفء الشمس ويلفح حريقُه وجهي وتصيبني الحمى دعني أتقاطر منك على سجادة الحلم وأغفو بصمتٍ على دفءترابك \ 28\2\2012
عواطف عبداللطيف
حين يكون الصوت الداخلي هو الدالة الموحية بمعنى الفقد تتحول كل المسميات في الحياة حولنا الى رموز موحية الى الاسم الذي فقدناه . وتصبح كل المسميات بكافة حركتها ما هي إلا التأكيد على هذا الفقد , يبقى التناظر ما بين مسميات الذات الداخلية ومسميات الخارجية , لأن مسيرة الحياة تكونت عبر التمازج الحي لرموزها مع من كان لنا رمز للإنسان الذي كان يشكل إلينا الرمز الأوسع في الحياة وعند فقد هذا الرمز تتحول علامات الفقد الى إرهاصات ذاتية لا توحي إلا بخسارة العمر بفقده , وهنا نجد أن الشاعرة عواطف عبد اللطيف في نصها هذا (أتقاطر منك ) والذي تؤكد فيه على أن عنصر الحياة الداخلية والحياة الخارجية ما هي إلا أشارة لعلامات هذا الفقد والذي يسبب الإرباك والانكسار في ذاتها , لأن الوعي الذهني المتجذر داخلها ما هو إلا صورة اللاوعي التي تكون من خلال الحياة التي أعاشتها مع ذلك الإنسان وبهذا تكون الحياة بعده ما هي إلا معاناة الفقد ما يسبب لها من الوجع المستمر الذي يغطي على ماهية الحياة حولها لأنها تشعر أنها لا يمكن أن تستعيد حياتها أو تحقق الاستقرار فيها إلا من خلال هذا النزف المستمر والذي تحول الى شيء أو علامة من علامات روحها المتشظية داخلها ... (تُرْبكني الأيام /تصلبني المساءات /علىبوابتك /في فوضى مبلّلة بأنفاسك /وفضاءٍ يضيق بأنفاسي /أرمِّمُ ما تبقى مني/لأبحث عن أشلاء أفكاري في دهاليز الغربة /وعن حلمٍ يسكنُ حدودَ الشمس يستريحُمن عنائي /عبثاَ أحاول أن أمنع دمعتي ,,/ عبثاَ أحاول أن أخفي وجعي ,,/خمائلُ ذاكرتي أصابتها الرعشة /أقدَاح المساء لونها يحتلُّ شفاه الصبرالممتلئة / بعناقيد الحنين /تَرْسمني حكايةً على جذع نخلةٍ نَخَرَتْهاالأرضةُ ) نجد في هذه المقاطع ما يؤكد أن الزمن الذي يوحي بالحاضر حولها ما هو إلا الزمن الذي يحدد أبعاده الزمن الداخلي لها لأنه لم تعد تمتلك حاضرها إلا من خلال ذكرياتها مع ذلك الإنسان الذي فقدته ( الأيام , المساءات , بوابتك) فالزمن لديها أصبح يشير الى الماضي لا الى الأتي فهو البوابة لكل حاضرها الغائب في الماضي , فأصبحت لحظة الشعور بالمعنى بقدر ما هي لحظة شعورية لكنها مرتبطة بالماضي بكل تفاصيله لهذا يبقى المعنى هو صوت الداخل ونجد كل هذا في ( أنفاسك , أنفاسي , مني , الغربة , عنائي , دمعتي , وجعي , الرعشة , الممتلئة , الحنين ) ولهذا تتحول كل رموزها الى رموز خاصة داخل التفاعل الذاتي المنساق الى الخارج كحالة التعبير المنبثقة من الداخل والمتطابقة كليا مع ما يحرك الطاقة الشعورية الماضية(أرمِّمُ ما تبقى مني/لأبحث عن أشلاء أفكاري في دهاليز الغربة )، فالشاعرة ما عادت ترى الخارج إلا رحلة التطابق الموحي الى رمز الباطن كطاقة حية تعبر عن إحساسها الوجودي لراهن الحاضر بصورة الماضي , فأنفاسها مرتبطة بأنفاسه وفرحها وحزنها وغربتها دمعتها كلها رموز صوتيه لذاتها والمعبئة داخلها لزمن الفقد لهذا الإنسان , وطبعا هذه تأتي حسب انفعالها الشعري مع لحظة الحاضر والمنعكسة كتردد متواتر لماضيها .. (وأنا أنتظرُ على روافدِ أنهارك /تكتبني الغيمات انشودةَ شوقٍ فيقفار العطشِ ، /هطل باللهفة على أرضك /أسمع وقْعَ حضوركَ فى عمقِ روحي /همْسُكَيُرْبِكُ رجفة أناملي /فيتسربل الوجع منها بِيُسْرٍ /يُهشِّم صراخه جمجمةالسكون ؛ ) نجد هنا التماسك المتجذر بالإيحاء المعنوي المؤثر على حاضرها ( أنهارك , العطش أرضك , روحي , أناملي ) يشعر المتلقي أن هذا الترابط ترابط حي موحي ومسيطر بشكل كامل على كوامن النفس الداخلية لا تستطيع الشاعرة الأنفكاك منه والابتعاد عنه إلا بزيادة حالة التوتر لديها كفعل ارتباطي جوهري مع المعنى الماضي وما الحاضر إلا انفعال رمزي موحي له , لهذا تحولت الطاقة الشعورية عندها الى طاقة نفسية كيميائية التفاعل مع عناصر السابق كقناعة تعطي كامل المساحة الروحية لديها , فهي لا تعيش إلا مع ما لديها من ذكريات تكوينية مع الصور الشعورية الماضية , فلا حركة تشعر بها إلا الحركة داخل ذاكرتها وفق العلاقات الترابطية مع عنصر الشعور الداخلي , فكل شيء تحول حولها الى سكون صامت لا حركة فيه إلا ما ينبثق من الحركة التعبيرية مع ماضيها (فيتسربل الوجع منها بِيُسْرٍ /يُهشِّم صراخه جمجمةالسكون ؛ )فحاضرها ما هو إلا صرخة السكون حولها الى حنين الماضي ... (الدم الذي في عروقي لا يشبه غيرك /وقارعة المشاعر تختمها صكوكٌمعتقةٌ بشمعِ الوفاء/متى تعود ؟!!!!! /لأعتصر دمعَ الحبرِ علىضِفافِكَ /أصارع موجَ البحر/أقتحم أسوارَك /أتناثر بين مساماتك !!!!/أختبيء فيك /أغرق في بحور عيونك /لأرتشف جرعة عشق /أطفيء بها غائلةظمأي /وأنت تُهَدْهِدُ نبضات الآه الساكنة في عروقي وهي تتسربلُ فيشرايينك /أرى صورتي داخلك,,, /تتعرّق أرضي /فتشتعلُ رغبة العشبِلإحتضانك /وقبل أن يأخذني دفء الشمس ويلفح حريقُه وجهي وتصيبنيالحمى / دعني /أتقاطر منك/على سجادة الحلم /وأغفو بصمتٍ على دفءترابك ) يظهر الصوت الداخلي بكل قوة فلم تعد تحتمل الحاضر بعد أن أصبح رمزا موحيا كاملا الى من فقدته بكل اشكالاتها النفسية المنفلتة داخلها ضمن التكوين النفسي في الحاضر , فأصبحت (الأنا) ما هي إلا الدعوة بالحضور الى من فقدته بكاملها شخصيته الوجودية والحامل لكل إرهاصاتها اللاواعية والمنبثقة من وعها النفسي ضمن الانفعال الأشاري في ترميزها اللغوي والمترابط مع الحاضر الموحي الى زمن الفقد , والشاعرة هنا استطاعت أن تخلق لغة أشارية تعتمد على قدرتها التخيلية في باطن المعنى المتأتي من أعماقها المتراكمة ضمن ذاكرتها (لا يشبه غيرك / معتقةٌ بشمعِ الوفاء/متى تعود ؟!!!!! / علىضِفافِكَ / موجَ البحر/ أقتحم أسوارَك / أتناثر بين مساماتك !!!!/ أختبيء فيك /أغرق في بحور عيونك الحلم /وأغفو بصمتٍ على دفءترابك /لأرتشف جرعة عشق /أطفيء بها غائلةظمأي / وهي تتسربلُ فيشرايينك /أرى صورتي داخلك,,, /تتعرّق أرضي /فتشتعلُ رغبة العشبِلإحتضانك / دعني /أتقاطر منك/على سجادة ) و هذه هوانفعال أشاري بالدعوة للحضور من فقدته لكي تحقق الانفلات من الحاضر ورموزه موحية بالوجع , لأنها تشعر أن كل شيء أصبح بعده أفعال خارج أرادتها النفسية لعدم امتلاكها زمنه البعيد عنها , لهذا تدعوه أن يأتي كي تحقق كامل حضورها من خلاله لأنها لم تعد تملك القدرة على التفاعل مع الحاضر بغيابه الجبري , والشاعرة استطاعت أن تحافظ على الزمن الأشاري للفعل النفسي الموحي برمز الباطن لحالة اللاوعي والمحددة بلغة متماسكة موحية بكل ألأنفعال السيكولوجي برغم حالات الوجع التي تشعر به أنها أبعدت هذه اللغة عن الغوص في تركم الفعال الغير موحية بعمق ما تريد أن تشير إليه من خلال العودة الى زمن الفقد . والشاعر عبرت عن زمنها النفسي الداخلي وفي نفس الوقت أن أعطت لموجبات اللغة كل الإيحاءات التي تريد أن توصلها الى القارئ وبمساحات أنزياحية عالية الاستعارة أبعدت النص عن السقوط بالرمز الذاتي المنقطع من الإيحاء في عمق اللغة , فالشاعرة تنصت الى داخلها لكي تكتب لغتها كحاضر القادم من الزمن التراكمي داخل وعي الذاكرة من أجل أن تجعل الجملة الشعرية ضمن حيزها التصوري ومتعمدة على صورة الذهن الدلالي للزمن الماضي في امتداداته في حاضرها بالإيحاءات الانفعالية العاطفية بشعرية الصور
الشاعر والناقد عباس باني المالكي
شرف لي أن يكون حضرتك عضواً في هذه اللجنة لقراءة نص أتقاطر منك لما لك من قابلية وقدرة على ذلك
وجع الفقد وامتدادت الزمن الماضي على الواقع الحالي كلها تغرز في الروح أشواكها ليكبر الوجع
فعندما تتجرد الحياة من كل شيء جميل
وتفقد كل عناوين الراحة والأمان
يصبح لتأثير الزمان والمكان
امتدادات في غربة تعتقل الروح داخل قضبانها مولدة الوجع فيجرفنا الحنين في دهاليزه,,لينزف الحرف
شكراَ لرقي القراءة
دمت بخير
وفقك الله وزادك ألق
تحياتي